تنويه : هذه المادة لن يفهما الا المتعلمين والفاهمين ببواطن الامور ، اما الغوغاء فلن يفهموا حرف واحد
يخطئ من يظن ان عملية تسليم المكلا كانت تحريرا ،وعلى العكس من ذلك فان كل الشواهد تؤكد ان ما حدث كانت “صفقة” بين أطراف عدة.
ومن يظن أو يصور الأمر على انه عملية عسكرية انتهت بتحرير المدينة من قبضة القاعدة فانه “واهم”.
شاهدنا عربات الجيش وهي تنطلق في ضواحي المكلا مسرعة وكأنها سيارات “أجرة” و ليست عربات جيش تتوغل في منطقة “خطرة “.
ما حدث هو عملية استلام وتسليم تشبه تفاصيله سقوط مدينة المكلا في الـ 3 من ابريل 2015 ، والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل كان المخرج والممول لعملية إسقاط المكلا وتسليمها اليوم “واحد”؟.
على الجنوبيين وعلى أبناء حضرموت نفسها ان يتوقفوا أمام ما حدث مليا وتدارسه والسعي ألا يكونوا “أضحوكة” في خضم ما يحدث.
تعالوا نراجع ما حدث للمكلا .. أسقطت بعد وقت قصير من اندلاع الحرب وسلمت مع بدء مفاوضات الكويت وبعد اقل من شهر من تعيين “محسن” نائبا للرئيس! .
– لم يحدث قط في تاريخ كل الحروب ان انطلقت حملة عسكرية لتحرير منطقة ما دون ان يعرف الناس من قائدها ؟
-حررت “عدن” ومحافظات الجنوب الأخرى قبل حوالي 9 أشهر والظروف هي نفس الظروف فما الذي منع تحرير المكلا طوال كل هذه الفترة!! .
– كل الدلائل ان المشهد يراد به تجاوز أبناء حضرموت أنفسهم وربما يراد ان يتجاوز المشهد الجنوبيين ككل وتحاول الأطراف اللاعبة تحريك البيادق كلا وفق مصلحته السياسية .
-يشبه سقوط وتحرير المكلا قصة سقوط وتحرير زنجبار في العام 2011 -2012 سقطت زنجبار يومها حينما اختلفت قوى النفوذ في صنعاء وحررت حينما توصلت ذات الأطراف إلى اتفاق تسليم واستلام سلطة .
لا أود ولا أتمنى ان يكون “الجنوبيين” وبالأخص أبناء حضرموت الحبيبة كالأطرش في الزفة وعلى الجميع السعي لفهم تقلبات اللعبة والتقاء المصالح وتقاطعاتها.
– لا اقصد بمنشوري هذا ان اقلل من شجاعة “احد” لكنني ادعو أبناء حضرموت للوقوف مليا أمام ما حدث ومراجعة كل ما حدث ابتدأ من إسقاط المكلا قبل عام وتسليمها اليوم ، حذار ان تكون هنالك مشاريع تتجاوز أبناء حضرموت أنفسهم .
– ما حدث هو “صفقة” لكن من باع لمن؟ وما هو الثمن؟ و ما هو السيناريو الذي ينتظر المكلا وحضرموت عامة ولصالح من يراد ان يرسم المشهد السياسي لاحقا؟